"الميتافيرس" مستقبل الانترنيت.

 

انترنيت المستقبل Metaverse 

كلنا درسنا في مراحل متقدمة من حياتنا الدراسية ان جهاز الكمبيوتر كان يعد ثورة تكنولوجية غير مسبوقة في القرن العشرين, يليها ما عرف هدا المجل من تقدم و ازدهار بجعل هدا الجهاز بحجم صندوق عود الكبريت, توالت الطفرات في عالم التكنلوجيا و الانترنيت بالخصوص ,لكنها غالبا ما تمر بصمت في عقدنا هدا, لا احد من العموم يهتم ما ادا كانت الميتافيرس اسلوب للحياة المستقبلية ام لا, لكن و بكل تأكيد فالعالم يستعد للانقسام بين مواطن ميتافيرسي و مواطن 4G ان صح القول.

اتمنى ان تكون هده المقدمة نالت استحسانكم و ساهمت في التلميح لما سوف نتطرق له اليوم. 

Metaverse زحف في صمت

غالبا ما كنا نستيقض دائما على تقدم نوعي في مجال الانترنيت و التكنلوجيا الذكية , في الحقيقة لم تكن وليدة اليوم بل غالبا ما تكون مخطط لها مند سنين او عقود من الزمن, طبعا البحث عن حلول مستقبلية و خطط من اجل تحسين الاداء و الجودة و الحياة الرغدة برفاهية تجبر العلماء و التقنين على تخيل نظام عالمي جديد و عيش بطرق اكثر رفاهية.

يعني كل شيئ يكون مبتكرا الا و بسبب مشكل كان مطروحا في السابق ,  لكن من الصعب التنبؤ بكيفية وضع هده التقنيات او الى اي حد قد تكون موجودة في حياتنا اليومية لكون مدة انتاجها و وضع اسايات العمل بها يستغرق مدة طويلة جدا, و كدلك لانها غالبا ما تمر من عدة تجارب عملية يتم تطبيقها بشكل افتراضي غالبا في البداية ما تكون فاشلة و يبدأ معها بحث جديد من اجل التصحيح.

1.تصورات الميتافيرس:

في اوائل القرن العشرين لم يكن اكثر المتفائلين في عالم التكنلوجيا التنبؤ بما اصبحت عليه الانترنيت اليوم , في نفس الوقت لم يكن هدا التطور مفاجئ , يبدو ان هده الجملة الاخير غير متناسقة او متناقضة لكن هده هي الحقيقة , عصر التكنلوجيا و الانترنيت غالبا ما تكون لها ابعاد خيالية في التقدم و التطور.

الانترنيت اليوم بكل ما تحمله من تطورات, مواقع و منصات التواصل الاجتماعي و العديد و العديد من اليات التي نعمل بها اليوم و تبدو حديثة لا ينطبق عليها ما هو قادم من تطور و انتقال نوعي في العالم التكنلوجيا و الانترنيت و هي في الواقع  تقنيات ستدعم مستقبلنا الافتراضي عبر الإنترنت.

2. ما هو الميتافيرس:

هي تقنية افتراضية من الخيال العلمي مبنية على الواقع الفعلي في عالم افتراضي , و الاكثر اثارة هو ان كل فرد في هدا العالم سيكون له هوية رقمية و صورة تعريفية خاصة به لا تتكرر و الكل متساوون في نمط العيش و التعريف لا احد له سلطة على الاخر و لا احد يمكنه تجاوز طرف اخر الا بما يخوله له خواريزميات هدا النظام (الميتافيرس).

لكن يبقى اكثر جدل دائر اليوم مع شركة ميطا (META) عن كيفية تصنيف الشخصيات المرموقة في العالم الواقعي الدي نعيشه اليوم مع باقي افراد المجتمع الاخر,و اقصد بدلك رؤساء الدول و الملوك و الشخصيات الدولية البارزة اليوم, فهم بالطبع لا يمكنهم تقبل دخول هدا العالم الجديد برقم تعريفي الكتروني و صورة تعريفية للهوية NFT او AVATAR كباقي المواطنين العاديين, فهدا يعد تراجع في المكتسبات و VIP الدي كان يحضون به في العالم الواقعي.

و الشي المجحف في حق هده الطبقة هو كيف لرئيس دولة او شخصية عالمية بارزة الجلوس او الحضور بجانب فرد من عامة الشعب و خصوصا ان خاصية الميتافيرس تعطيك خاصية الاحساس بالحضور و تحسس الفضاء الدي تتواجد فيه و الشعور ايضا بالناس المحيطين حولك.

3.ابعاد الميتافيرس:

لقد اشتريت قطعة ارضية في الميتافيرس, نعم هدا بعد من ابعاد الميتا حتى نتمكن من فهم و شرح ما هو عملي, فاليوم حتى تتكمن من دخول الميتافيرس العالم الفتراضي الخيالي بؤسس واقعية, يتوجب عليك ان تكون تتوفر على :

• هوية : الهوية عوض بطاقة التعريف الوطنية و رقم الدولي الذي يعرف جنسيتك و من اي بلد انت, فأنت ستحتاج فقط الى رقم تسلسلي لهوية الميتافيرسية فقط.

• العنوان : حتى تكون مواطن ميتافيرسي طبعا و كما نعلم انه لكن فرض عنوان في هدا العالم, حيث لا يكمن ان لا تكون لديك اقامة بدون عنوان , و حتى تكتسب هدا الحق عليك بناء منزل او تشتري منزل , و اليوم اعرف مجموعة من المستخدمين اشتروا قطع ارضية في الميتافيرس ليس من اجل البناء في الحقيقة لكن يمكن ان نسميهم مقاولين عقاريين لعالم الميتافيرس حتى يتمكنوا من بيعها مستقبلا و الربح منها ملايين البتكوينات او الدولارات, حيث لا يمكن التكهن مستقبلا هل سوف تستمر العملات النقدية العادية ام سوف بقتصر هدا العالم فقط على العملة الرقمية فقط.

و الى حد اليوم لا وجود للعرق و لا للانتماء او القبلية و الانتماء الدين في هدا العالم الخيالي , لكن لا نعلم ما سوف يأتي به هدا المستقبل الغامض في السنوات القادمة , لان كلما تقدم هدا المشروع في التقدم الا و تظهر تغيرات و اضافات نوعية احيانا تقلب بعض المفاهيم و بعض التصورات.

4. تقنيات و تنزيل على ارض الواقع :

من بين اهم ما يتم العمل عليه اليوم هو كيفية انشاء بروتوكولات العمل على الميتافيرس , هل سوف تعتمد على تقنيات التواصل العادية و التي يعتمدها الانترنيت اليوم أم سوف نكتشف انظمة تشغيل و شيفرات التواصل جديدة غير معتادة , كل شيئ اليوم في علم الغيب و لا أحد يستطيع التكهن بها و السبب بالاساس راجع الى الاحتكار الدي تعمل به شركة META فهي محقة و لا تستطيع الكشف عن ما يمكن العمل به مستقبلا بدون انظمة نهائية للاشتغال , فذلك قد يضرها كون ان مجموعة من الشركات اليوم تحاول المنافسة او الدخول في هدا العالم بتنافسية و فرض لذات و باي وسيلة فهي مسألة وجود في نظرها.

5. إكراهات تنزيل الميتافيرس :

أي مشروع و لو انه بسيط يحتاج الى المصداقية و الميتافيرس ليس بالمشروع العادي او المفهوم اصلا عند 50 بالمائة من سكان العالم, و بعتماد فقط هده المعطيات البسيطة فلا يمكن للشركات و المستخدمين ان يتبنوا مشروع في المهد و غير منزل حتى بنسبة 20 بالمائة في ارض الواقع.

و السبب الاخر انه لا يمكن اجبار ثلثي سكان العالم على ان يكونو متافيرسيين, كما و سبق ان دكرنا ان العالم يجري و يتقدم بسرعة فائقة و هده السرعة جعلت مجموعة من المواطنين في العديد من بقاع العالم بعيدين كل البعد عن هدا الخيال العلمي في نظر البعض.

و من اجل ذلك سيكون على الشركة المشرفة و القائمة على الميتافيرس تكوين الافراد و التعريف بالمنظومة المستقبلية و الترويج لها ليس نظريا بل تطبيقيا و هدا سوف كلف الملايير من الدولارات و في الاخير هل سوف ينجح المشروع ؟

الخاتمة :

«ميتافيرس» هو عالم رقمي محض يعرف الاشخاص بصورة رمزية خاصة به NFT ، ويتسجيل بياناته عناوينها على المنصات الرقمية، بتعاريف رقمية. و يظهر الاشخاص و كل المحيط الافتراضي عبر الشاشات و لوائح الكترونية و عدسات رقمية بالشخصيات المختارة من طرف المستخدمين و تعاملاتهم فيما بينهم و كل ما يمكن تخيله و تعيشه في العالم الواقعي سيكون ميتافيرسيا.

اتمنى ان اكون قد نجحت في ايصال بعض المفاهيم او التعريف بالمستقبل الدي يزحف الينا في صمت , و كل ما علينا فعله هو الترقب و انتظار ما سوف تظهره الايام او السنين القادمة.

فالعالم يجري بسرعة فائقة لا احد سوف يتوقع ما قد تأتي به الايام القادمة.